كانون الثاني /يناير 2025
حصاد 2024.. الاقتصادات العربية تدفع ثمن التوترات الجيوسياسية

حصاد 2024.. الاقتصادات العربية تدفع ثمن التوترات الجيوسياسية
كان 2024 عاماً غير عادي للاقتصاد العالمي الذي شهد أحداثاً هامة متلاحقة كان من شأنها تغيير ملامح المشهد الاقتصادي على مستوى العالم
وتأثيرات السلبية للحرب شملت فلسطين ولبنان ومصر والأردن
 البنوك المركزية الرئيسية، في مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، تغيير اتجاه السياسة النقدية 
كان 2024 عاماً غير عادي للاقتصاد العالمي الذي شهد أحداثاً هامة متلاحقة كان من شأنها تغيير ملامح المشهد الاقتصادي على مستوى العالم، سواء الاقتصادية منها أو السياسية أو غيرها من التطورات ذات الصلة بالتوترات الجيوسياسية التي سيطرت على عدة مناطق حول العالم وما صاحبها من زيادة القلق في أسواق المال العالمية.
وتضمنت تلك الأحداث الكثير من التطورات بالغة الأهمية، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط واتساع نطاق حرب غزة إلى لبنان وإيران وتبادل الهجمات العسكرية بين عدد من القوى في المنطقة. كما تضمنت أيضاً ظهور نجوم جديدة في سماء الاقتصاد وأسواق المال على مستوى قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.
كما بدأت البنوك المركزية الرئيسية، في مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، تغيير اتجاه السياسة النقدية من النهج التشديدي – الذي يعتمد على رفع الفائدة لمواجهة الارتفاعات الحادة في معدلات التضخم – إلى التيسير الكمي الذي يعتمد على خفض الفائدة بعد أن توقعت السلطات النقدية المزيد من هبوط تضخم الأسعار مقارنة بالقفزات التي شهدها الاقتصاد العالمي قبل سنوات قليلة.
كما ألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بظلالها على اقتصادات العديد من الدول العربية خلال عام 2024، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية في بعض الدول وصعوبة التعافي بدول أخرى.
وشملت التأثيرات السلبية فلسطين ولبنان ومصر والأردن، في حين تأثرت إسرائيل نفسها بشكل غير مسبوق.
القوات الإسرائيلية دمرت 88% من منشآت القطاع الخاص في غزة مع تدمير 66% منها كليا وإلحاق أضرار جزئية بـ22% (الجزيرة)
ارتفاع البطالة: بلغت معدلات البطالة في غزة أكثر من 80%، مع تضرر جميع القطاعات، خاصة البناء والتصنيع والتجارة.
التحديات المالية: أدى انخفاض الإيرادات والاقتطاعات الإسرائيلية إلى تقليص رواتب موظفي السلطة الفلسطينية بما يتراوح بين 60 و70% منذ بداية الحرب، مع وصول الاحتياجات التمويلية للسلطة إلى 1.04 مليار دولار خلال أول 10 أشهر من العام.
لبنان
تأثر الاقتصاد اللبناني بشكل كبير نتيجة الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان.

الخسائر الاقتصادية: قدّرت خسائر الاقتصاد اللبناني بنحو 5.1 مليارات دولار حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
قطاع العقارات: بلغت الخسائر في العقارات 3.4 مليارات دولار مع تدمير نحو 100 وحدة سكنية كليا أو جزئيا.
فقدان الوظائف: فقد نحو 166 ألف شخص وظائفهم، مما ساهم في زيادة البطالة.
النمو الاقتصادي: خفضت الحرب معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.6%، مما زاد تعقيد الأزمة الاقتصادية اللبنانية المستمرة منذ2019.
 فلسطين
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تعرّض الاقتصاد الفلسطيني لخسائر جسيمة أدت إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
انكماش الناتج المحلي: أظهرت تقديرات البنك الدولي الصادرة في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن اقتصاد الضفة الغربية انكمش بنسبة 23% خلال النصف الأول من العام، في حين شهدت غزة تراجعا بنسبة 86%.
تدمير البنية الاقتصادية: دمرت القوات الإسرائيلية 88% من منشآت القطاع الخاص في غزة، مع تدمير 66% منها كليا وإلحاق أضرار جزئية بـ22%.
مصر
كانت مصر من بين الدول المتضررة اقتصاديا بسبب الحرب، خاصة مع تأثر قناة السويس أحد أهم مصادر الدخل القومي.
تراجع عائدات القناة: أفاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن الحرب الإسرائيلية على غزة كلفت قناة السويس خسائر بلغت 7 مليارات دولار، أي بانخفاض 60% مقارنة بعام 2023.
الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إن الحرب الإسرائيلية على غزة كلفت قناة السويس خسائر بلغت 7 مليارات دولار (غيتي)
تباطؤ النمو الاقتصادي: انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.4% للسنة المالية 2024/2023 مقارنة بـ3.8% في العام السابق.
التضخم: توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع معدل التضخم إلى 33.3% للسنة المالية 2025/2024 مقارنة بـ24.4% في العام السابق.
الأردن
شهد الأردن تأثيرات ملحوظة في قطاعاته الاقتصادية، خاصة السياحة.
تراجع السياحة: انخفض الدخل السياحي بنسبة 4.4% خلال الأشهر العشرة الأولى من 2024، مع تراجع عدد السياح بنسبة 6.6%.
انخفاض المبيعات: سجلت قطاعات التجزئة مثل الملابس والإلكترونيات والأثاث انخفاضا في المبيعات، في حين تراجعت مبيعات الصيدليات بنسبة 20% مع توجه المستهلكين نحو المشتريات الأساسية.